بسم الله الرحمن الرحيم
ورقة إصلاح الشِّقاق بين الزَّوجين
وهي ورقة أعرضها هنا؛ فقد ينفع الله بها كل من له علاقة بالإصلاح الأسري
قال الله تعالى: { فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } [الأنفال:1].
وقال تعالى: {لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً } [النساء:114].
وقال تعالى: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً } [النساء:128].
وقال تعالى: { وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُواْ إِصْلاَحاً وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ } [البقرة:228].
وقال تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً } [النساء:35].
الشقاق والنزاع إذا دبَّ في الحياة الزوجية واستمرَّ حتى يصل إلى حدٍّ تعسر معه الحياة؛ وتضيق منه النفس؛ فلا مناص من العلاج الشرعيِّ؛ وهو أحد طريقين:
الطريق الأول: الإصلاح بينهما.
والطريق الآخر: القضاء بينهما.
أمَّا الطَّريق الأول، وهو: الإصلاح بين الزوجين.
· فمن إيجابياته:
1.حصر المشكلة في نطاق ضيِّق.
2.ستر الأسرار من الانتشار؛ والبعد عن التقوُّل حين تطاير الأخبار.
3.بالصلح يتراضى الطرفان على حلٍّ وسطٍ؛ يكيِّفانه المصلحان الخبيران المؤتمنان؛ بما يضمن استدامة العشرة، وبقاء المودة.
أما الطريق الآخر: القضاء بين الزوجين.
· فله سلبياته، ومنها:
1.خروج المشكلة إلى خارج أسوار العائلة؛ ليكون أمام الملأ.
2.شيوع الأسرار، والبيوت تبنى على الستر؛ وقد يستغلُّ ضعاف النفوس من بعض أهل الزوجين ذلك؛ فيطير بها؛ وينفخ فيها ما يشاء.
3.القضاء فيه إلزامٌ وفصلٌ وقطعٌ وحزٌّ بين الزوجين؛ وهذه معانٍ تؤدي إلى الألم؛ وخروج الزوجين بعدم تراضٍ متوقَّع.